نسب النبي صلى الله عليه وسلم
هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن
كلاب بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن
كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان الذي يصل نسبه إلى إسماعيل بن إبراهيم -عليهما الصلاة والسلام..
جده هاشم وحكاية الثريد:
كان عمرو بن عبد مناف الجد الأكبر للرسول صلى الله عليه وسلم رجلا كريما فقد حدث في عصره أن نزل القحط بالناس ، فلم يجدوا ما ياكلون ، و كادوا يموتون جوعا ، و بدأ كل إنسان يفكر في نجاة نفسه فقط ، فالذي عنده طعام يحرص عليه و يحجبه عن الناس ، فذهب عمرو إلى بيته و أخرج ما عنده من الطعام ، وأخذ يهشم الثريد (أي: يكسر الخبز في المرق) لقومه ويطعمهم، فسموه ( هاشما )؛ لأنه كريم يهشم ثريده للناس جميعا.
و عندما ضاق الرزق في مكة أراد هاشم أن يخفف عن أهلها ، فسافر إلى الشام صيفا ، و إلى اليمن شتاء ؛ من أجل التجارة ، فكان أول من علم الناس هاتين الرحلتين ، وفي إحدى الرحلات ، و بينما هاشم في طريقه للشام مر بيثرب ، فتزوج سلمى بنت عمرو إحدى نساء بني النجار ، و تركها وهي حامل بابنه عبد المطلب لتلد بين أهلها الذين اشترطوا عليه ذلك عند زواجه منها.
جده عبدالمطلب و حكاية الكنز:
كان عبد المطلب بن هاشم جد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يسقي الحجيج الذين يأتون للطواف حول الكعبة ، و يقوم على رعاية بيت الله الحرام فالتف الناس حوله ، فكان زعيمهم و اشرفهم ، و كان عبدالمطلب يتمنى لو عرف مكان بئر زمزم ليحفرها ؛ لانها كانت قد ردمت بمرور السنين ، ولم يعد أحد يعرف مكانها ، فرأى في منامه ذات ليلة مكان بئر زمزم ، فأخبر قومه بذلك و لكنهم لم يصدقوه ، فبدأ عبدالمطلب في حفر البئر هو و ابنه الحارث ، و الناس يسخرون منهما ، و بينما هما يحفران ، تفجر الماء من تحت اقدامهما ، و التف الناس حول البئر مسرورين ، و ظن عبدالمطلب انهم سيشكرونه ، لكنه فوجئ بهم ينازعونه امتلاك البئر ، فشعر بالظلم و الضعف لأنه ليس له أبناء إلا الحارث ، و هو لا يستطيع نصرته ، فإذا به يرفع يديه إلى السماء ، و يدعو الله أن يرزقه عشرة أبناء من الذكور ، و نذر أن يذبح أحدهم تقربا لله.
حكاية الأبناء العشرة :
استجاب الله دعوة عبد المطلب ، فرزقه عشرة اولاد ، و شعر عبدالمطلب بالفرحة فقد تحقق رجاؤه ، و رزق بأولاد سيكونون له سندا و عونا ، لكن فرحته لم تستمر طويلا ؛ فقد تذكر النذر الذي قطعه على نفسه ، فعليه أن يذبح واحدا من
أولاده ، فكر عبدالمطلب طويلا ، ثم ترك الاختيار لله تعالى ، فأجرى قرعة بين أولاده ، فخرجت القرعة على عبدالله اصغر اولاده و احبهم الى قلبه ، فاصبح
عبد المطلب في حيرة ؛ ايذبح ولده الحبيب ام يعصى الله ولا يفي بنذره ؟
فاستشار قومه ، فاشاروا عليه بأن يعيد القرعة ، فاعادها مرارا ، لكن القدر كان يختار عبدالله في كل مرة ، فازداد قلق عبدالمطلب ، فاشارت عليه كاهنة بان يفتدي ولده بالابل ، فيجري القرعة بين عبدالله و عشرة من الابل ، و يظل يضاعف عددها ، حتى تستقر القرعة على الابل بدلا من ولده ، فعمل عبدالمطلب بنصيحة الكاهنة ، و استمر في مضاعفة عدد الإبل حتى بلغت مائة بعير ، و عندئذ وقعت القرعة عليها ، فذبحها فداء لعبدالله ، و فرحت مكة كلها بنجاة عبد الله ، و ذبح له والده مائة ناقة فداء له ، و ازداد عبد المطلب حبا لولده ، و غمره بعطفه
ميلاد الرسول ( و طفولته
في يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول الذي يوافق عام (175م) ولدت السيدة آمنة بنت وهب زوجة عبد الله بن عبد المطلب غلاما جميلا ، مشرق الوجه ، و خرجت ثويبة الاسلمية خادمة ابي لهب - عم النبي صلى الله عليه و سلم - تهرول الى سيدها أبي لهب ، و وجهها ينطق بالسعادة ، و ما كادت تصل اليه حتى همست له بالبشرى ، فتهلل وجهه ، و قال لها من فرط سروره:
اذهبي فأنت حرة ! و اسرع عبد المطلب إلى بيت ابنه عبد الله ثم خرج حاملا الوليد الجديد ، و دخل به الكعبة مسرورا كانه يحمل على يديه كل نعيم
الدنيا ، و أخذ يضمه إلى صدره و يقبله في حنان بالغ ، و يشكر الله و يدعوه ، و الهمه الله أن يطلق على حفيده اسم محمد.