إلى أين الرحيل
لا تغادر
نحتاج إلى وشم خطاك
لنرتب هذا العشق
هذا الحلم
خطوة خطوة
صدى و مدى
لهذا القلب المكابر
لا تغادر
لكي لا تفرخ
الأسلاك الشائكة
فوق غصن الزيتون
فيسقط الندى
و تدهسه الأقدام و المعاول
لا تغادر
و تتركهم للروابي
يبعثون ...
بألوان قوس قزح
يدوسون الفراشات
يقضمون عطر الورد
يرمون بالسواد الأغنيات
يجتمعون على صدر الفجر
بالآهات
لا تغادر
لا تترك الساحات
لا تسقط الرايات
لا تلْقِ بالحقيقة لليتم
و لمخالب الكواسر
كي لا تموت الشمس
مدرجة بالزبد على الطرقات
لا تغادر
وطننا حبيب
و أنا و أنت و كل الرفاق
مهبولون بعشقه
رغم أنه يسقينا
كأساً دهاق
لا تغادر
هذا الوطن قد أدمناه
حقلاً من الألغام
نمشي في دروبه
لا نخشى
أن تُوَزَّعَ أشلاؤنا
شظايا على كل الجهات
ستورق الحياة من بعدنا
وروداً و مزهريات
لا تغادر
هم يرغبون أن يجتثوا
الهالة من القمر
و البصيرة من البصر
و النخيل من الواحات
هيهات ... هيهات ....
أن يُقتلع العطر من الورود
و أريجه في رحم الثرى غائر
لا تغادر
عض بالنواجد
على ناصية الحرف
و اقرأ باسم هذا الوطن
كل التراتيل و الآيات
سبحة ...
لتشكل أناشيدنا
أغانينا
زغاريدنا
كي تصم آذان الغربان
لتغادر
أزْمِنَتَنَا ... أمكنتَنا
إلى هناك ..
حيث لا هناك هناك
إلى الجحيم
إلى متاهات الظلام و الظلمات
فلا تغادر
لا تركب سفينة نوح
نحن رغم الطوفان
رغم عشقنا المهان
رغم جحود هذا الحبيب
نكابر و نكابر
فلا تغادر [/size]