يا دمعتي الحزينة....
سأرحل...... نعم سأرحل....
وجئت بفرحي أودعك....
سأرحل إلى عالم لا تعرفينه...
سأرحل عنك... هذا المساء...
عندما يتجلى البدر في سماه...
وتسكن أعين الناس في سباتها
عند همسات دجى الليل الصاخبة
نعم ستأتي نسمات هذا المساء....
بهدوئها المعتاد..على أضواء البدر
وستشدو الزهور بعطرها الفواح
نعم هذا المساء... سأرحل عنك
سأدعك للأمل... وقطرات الندى
سأرحل بمشاعري ... وأنفاسي,.,
سأغير لغة حروفي.... ورسم عيوني
سأمحو بقايا ذكرياتك في صمت...
وسأنزع ثوب الضياع...
وسأتشح وشاح الأماني والأمل..
نعم جئت إليك فرحه وليس كعادتي....
رغم أنني أعلم بأنك طفلة يتيمة ...
تنامين على ضفاف شواطئ الرموش
حائرة بين جز ومد بحر العيون...
تنامين على أحضان رمل الوفاء...
بصحبة أمواج الأنين...
وتقتاتين فتات أمل الرجوع....
ولهفتك تقتل صمتك وجنون شغفك
لحضن أمك الميتة في غيابها...
وأعلم بأنك عمرك طويل في هذه المدينة
أتت بك ظروف الأيام...
على مركب لا تعرفه روحي ....
ورمت بك... رحل من أتى بك
للأسف دون أن يخبرك...!!!
متى ... وكيف... سيعود ...؟؟!!
وأصبحتي ضحية الوعود...
ولكنني للأسف ... اليوم جئت لوداعك
نعم يا دمعتي جئت لأودعك ....
لأن روحي عثرت على مدينة الحب..
وسأعيش هناك...
وأظن بأنني سأولد من جديد في كيانها..
مدينة للحب.. التي كنت أبحث عنها...
نعم وجدتها... ساحرة الجمال...
وقصورها عالية...
مشيدة من دين وأدب وأخلاق...
ورقة المشاعر غناء فيها وأحاسيس مرهفه
حلمت بها منذ سنين مضت...
وها هو الحلم قد تحقق....
"ف" اعذريني.... لأبد لي من الرحيل
وسأرحل هذا المساء....
وجئت لوداعك الأخير... يا دمعتي