الشعر الحر
مدرسة الشعر الجديد (الواقعية) :
هي طريقة من التعبير عن نفسية الإنسان المعاصر وقضاياه ونزوعاته وطموحه وآماله وقد ظهرت لعوامل متعددة منها الرد على المدرسة الابتدائية "الرومانسية" الممعنة في الهروب من الواقع إلى الطبيعة والى عوامل مثالية
ومن روادها:
1- عبد الباسط الصوفي
2- صلاح عبد الصبور
3- احمد عبد المعطي حجازي
4- محمد الفيتوري
5- يحيى الصوفي
6- محمود حسن إسماعيل
لم تقف حركة التطور الموسيقية للقصيدة العربية عند حدود التحرر الجزئي من قيود القافية بل تخطتها الى بعد من ذلك فقد ظهرت محاولة جديدة وجادة في ميدان التجديد الموسيقي للشعر العربي عرفت "بالشعر الحر" وكانت هذه المحاولة اكثر نجاحا من سابقتها كمحاولة الشعر المرسل او نظام المقطوعات وقد تجاوزت حدود الاقليمية لتصبح نقلة فنية وحضارية عامة في جديدة حطمت كل القيود المفروضة على القصيدة العربية وانتقلت بها من حالة الجمود والرتابة الى حال اكثر حيوية وارحب انطلاقا وبدأ رواده ونقاده ومريدوه يسهمون في ارساء قواعد هذه المدرسة التي عرفت فيما بعد بمدرسة الشعر الحر ومدرسة شعراء التفعيلة او الشعر الحديث وفي هذا الاطار يحدثنا احد الباحثين قائلا "لقد جاءت خمسينيات هذا القرن بالشكل الجديد للقصيدة العربية وكانت ارهاصاتها قد بدأت في الاربيعينيات بل ولا نكون مبالغين (إذا قلنا) في الثلاثينيات من اجل التحرك الى مرحلة جديدة مدعاة للبحث عن اشكال جديدة في التعبير لتواكب هذا الجديد من الفكر المرن ... وقد وجدت مدرسة الشعر الحر الكثير من المريدين وترسخت بصورة رائعة في جميع البلدان بدءاً (بالملائكة والسياب والياني) في العراق في الاربيعينيات ثم ما لبثت هذه الدائرة ان اتسعت في الخمسينيات فضمنت اليهم شعراء مصريين آخرين مثل صلاح الدين عبد الصبور واحمد عبد المعطى حجازي وفي لبنان ظهر احمد سعيد (ادونيس) وخليل حاوي ويوسف الخال وكذلك فدوى طوقان وسلمى الخضراء الجيوسي في فلسطين اما في السودان قد برز في الافق بجم كل من محمد الفيتوري وصلاح محمد ابراهيم"
مسميات الشعر الحر وانماطه :
لقد اتخذ الشعر الحر قبل البدايات الفعلية له في الخمسينيات مسميات وانماطا مختلفة كانت مدار بحث من قبل النقاد والباحثين فقد اطلقوا عليه في اهرهاصاته الاولى منذ الثلاثينيات اسم "الشعر المرسل""والنظم المرسل المنطق" و "الشعر الجديد" و "شعر التفعيلية" اما بعد الخمسينيات فقد اطلق عليه مسمى "الشعر الحر" ومن اغرب المسميات التي اقترحها بعض النقاد ما اقترحه الدكتور احسان عباس بان يسمى "بالغصن" مستوحيا هذه التسمية من عالم الطبيعة وليس من عالم الفن لان هذا الشعر يحوي في حد ذاته تفاوتا في الطول طبيعيا كما هي الحال في اغصان الشجرة وان للشجرة دورا هاما في الرموز والطقاس والمواقف الانسانية والمشابهة الفنية اما انماطه فهي ايضا كثيرة وقد حصرها (س.مورية) في دراسته لحركات التجديد في موسيقى الشعر العربي الحديث في خمسة انماط من النظم اطلق عليها جميعا مصطلح الشعر الحر فيما بين عامي 1926م-1946م وها هي بتصرف
الانماط :
1- استخدام البحور المتعددة التي تربط بينها بعض اوجه الشبه في القصيدة الواحدة ونادرا ما تنقسم الابيات في هذا النمط الى شطرين ووحدة التفعيلية فيه هي الجملة التي قد تستغرق العدد المعتاد من التفعيلات في البحر الواحد او قد يضاعف هذا العدد وقد اتبع هذه الطريقة كل من أبي شادي ومحمد فريد أي حديد
2- استخدام البحر تاما ومجزوءا دون ان يختلط ببحر آخر في مجموعة واحدة مع استعمال البيت ذي الشطرين وقد ظهرت هذه التجربة في مسرحيات شوقي
3- تختفي فيه القافية وتنقسم فيه الابيات الى شطرين كما يوجد شيء من عدم الانتظار في استخدام البحور وقد اتبع هذه الطريقة مصطفى عبد اللطيف السحرتي
4- تختلف فيه القافية من القصيدة وتختلف فيه التفعيلات من عدة بحور وهو اقرب الانماط الى الشعر الحر المريكي وقد استخدمه محمد منير رمزي
5- استخدام الشاعر لبحر واحد في ابيات غير منتظمة الطول ونظام التفعيلية غير منتظم كذلك وقد استخدم هذه الطريقة كل من علي احمد باكثير وغنام والخشن وهذا النمط الاخير من انماط الشعر الحر التي توصل اليها موريه هو فقط الذي ينطبق عليه مسمى الشعر الحر التي توصل بمفهومه بعد الخمسينيات والذي نشأت أولياته على يد باكثير – كما ذكر موريه – ومن ثم اصبحت ريادته الفعلية لنازك الملائكة ومن جاء بعدها ولتأكد هذا الراي نوجز مفهوم الشعر الحر في اوائل الخمسينيات وجوهره ونشاته ودوافعه واقوال بعض النقاد والباحثين حوله
مفهوم الشعر الحر:
تقول نازك الملائكة حول تعريف الشعر الحر (هو شعر ذو شطر واحد ليس له طول ثابت وانما يصح ان يتغير عدد التفعيلات من شطر الى شطر ويكون هذا التغير وفق قانون عروضي يتحكم فيه) ثم تتابع نازك قائلة "فأساس الوزن في الشعر الحر انه يقوم على وحدة التفعيلية والمعنى البسيط الواضح لهذا الحكم ان الحرية في تنويع عدد التفعيلات او اطوال الاشطر تشترط بدءا ان تكون التفعيلات في الاسطر متشابهة تمام التشابه فينظم الشاعر من البحر ذي التفعيلة الواحدة المكررة اشطرا تجري على هذا النسق : فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن ويمضي على هذا النسق حرا في اختيار عدد التفعيلات في الشطر الواحد غير خارج على القانون العروضي لبحر الرمل جاريا على السنن الشعرية التي اطاعها الشاعر العربي منذ الجاهلية حتى يومنا هذا ومن خلال التعريف السابق تؤكد نازك ما توصل اليه موريه في النمط الخامس من انماط الشعر الحر الذي اشرنا اليه سابقا والذي يعتمد على البحر الواحد في القصيدة مع اختلاف اطوال البيت وعدد التفعيلات مع تعديل يسير في تعريف موريه وهو ان تضع كلمة شطر بدل كلمة بيت تعني التزام نظام الشرطين المتساويين في عدد التفعيلات والروي الواحد وهو النظام المتبع في القصيدة التقليدية بشكلها الخليلي والشعر الحر الذي يعنيه موريه ليس كذلك